تزخر المنظمات بالمواهب والقدرات المتنوعة، وتختلف هذه المواهب والمهارات في كمّها ونوعها من شخصٍ إلى آخر، قياس هذه المهارات يساعد المنظمات على توظيفها في الأدوار المناسبة وقد تكون انطلاقة البداية لنجاح مستدام.
فمنذ البداية ومعرفة الإنسان هي أحد أسس بناء الحضارة، والتقييم في جوهره يساعدنا على فهم الإنسان وإعطاءه حقه.
يعد التقييم قيمة مضافة للمنظمات، فمن شأنه أن يرتقي بها من ناحية جودة قرارات الموارد البشرية، وجودة الموظفين أنفسهم من خلال معرفة جدارات وقدرات الموظفين وبالتالي تطويرها لتحقيق أهداف الكيانات والأفراد على حدٍ سواء، في هذا المقال سنعرف أكثر عن التقييم وقيمته المضافة وفوائده للمنظمات.
ما هو التقييم؟
التقييم هو عملية قياس أداء ومهارات وجدارات الموظفين، قد تصمم المنظمات التقييم بناءً على دور معين أو حسب احتياجات المنظمة، يمكن أن يستخدم للموظفين المحتملين أو الداخليين، بهدف تحديد الموهوبين في المنظمة وللتعرف على نقاط القوة والتطوير على الصعيد القيادي وغير القيادي، ويستخدم كذلك للترقيات والتعاقب الوظيفي وعدد من عمليات إدارة المواهب.
لماذا تحتاج المنظمات التقييم؟
تحتاج المنظمات للتقييم لمساعدتها في اتخاذ قرارات موضوعية فيما يتعلق بالموارد البشرية، على سبيل المثال:
التوظيف: تستخدم المنظمات التقييم بهدف تحديد أفضل المرشحين للوظيفة.
التطوير: بهدف تحديد نقاط القوة والتطوير لدى الموظفين والعمل على تطويرها.
الترقيات: بهدف التعرّف على أفضل المرشحين للحصول على الترقية.
ماهي فوائد التقييم؟
التقييم له فوائد عديدة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
تحديد الموظفين ذوي المهارات العالية (High Potential)
خفض التحيز اللاواعي عند اتخاذ القرارات فيما يتعلق بالموارد البشرية.
زيادة جودة تجربة الموظف من التوجيه وحتى التطوير المهني.
تقليل وقت وتكاليف الاختيار.
حيث يمكن أن تؤدي نتيجة التوظيف الخاطئ إلى تحمّل المؤسسات 1.5 ضعف الراتب السنوي للموظف.
ماهي أنواع التقييم؟
هناك أنواع متعددة من التقييم، ولكن أهمها:
التقييم السلوكي: قياس السلوكيات والمهارات التي يحتاجها كافة الموظفين لأداء العمل، على سبيل المثال مهارات العمل الجماعي، ومهارات التواصل.
التقييم الفني: قياس معرفة وخبرة الموظف الفنية في نطاق تخصصه ومجال عمله.
وتستخدم عمليات التقييم سواءً كانت سلوكية أم فنية لتحديد الجدارات من خلال قياس ثلاث عناصر محددة يحتاجها الموظف لتأدية عمله بكفاءة، وهي المعرفة، المهارات، والسلوكيات.
ماهي المنظمات التي تحتاج إلى تقييم المواهب؟
جميع المنظمات باختلاف مستوياتها وأهدافها وأنواعها تحتاج إلى عملية التقييم، إذ يساعد في تحديد مستوى المهارات المهنية (الجدارات الفنية) والجدارات السلوكية، والأنماط الشخصية، بحيث يوفّر لمتخذ القرار رؤية أفضل عن الموظف ومدى ملاءمته لثقافة وأهداف المنظمة.
متى تحتاج المنظمات إلى تقييم المواهب؟
تحتاج المنظمات للتقييم أثناء أوقات مختلفة من وجودها، عند التوظيف، خلال إعادة تصميم الهيكل التنظيمي للشركة، لتقييم الكفاءات في الفترة الانتقالية للإدارات أو الفترات الانتقالية للمنظمة نفسها. التوقيت يختلف حسب احتياج كل منظمة ومدى معرفتها بموظفيها والجدارات التي تحتاجها لتحقيق أهدافها.
التقييم أصبح ضرورة تفرض نفسها في زمن تعددت فيه المهارات والمواهب، وكثرت متطلبات العمل ومقاييس الأداء، من خلال التقييم يمكن لصنّاع القرار أن يعرفوا أكثر عن الموارد البشرية وبالتالي اتخاذ قرارات عادلة ومثمرة تصب في مصلحة المنظمة والموظف على حدٍ سواء.